السبت : 21/5/2016م
ألقى أمين عام مجلس القضاء الاعلى فضيلة القاضي العلامة / محمد عبدالله الشرعي كلمة قضاة اليمن في اللقاء الموسع لعلماء اليمن والذي نظمته رابطة علماء اليمن تحت شعار " وجوب مواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي للأراضي اليمنية " وذلك لمناقشة مستجدات الوضع في اليمن والمنطقة والذي انعقد بصنعاء يوم الأربعاء الموافق 18/5/2016م
وأكد في كلمته التي ألقاها أمام كوكبة من علماء اليمن يمثلون مختلف المذاهب الإسلامية في الجمهورية، رفض التدخلات الأجنبية في الشؤون اليمنية بما في ذلك دول الخليج ،مشددا على أهمية دور العلماء والدعاة في توعية وتبصير المجتمع بمخاطر الغزو والاحتلال الأجنبي .وأن الغزو والاحتلال الأمريكي لليمن يأتي في إطار السيطرة على الثروة النفطية والتحكم في الممرات المائية الإستراتيجية وفرض الأجندة الأمريكية والصهيونية على الشعب اليمني .. منوها أن من أبسط حقوق الإنسان خلال المرحلة الراهنة مقاومة الظلم ومقارعة الاضطهاد .
وأشار إلى أن اليمن يمر بمرحلة خطيرة وصعبة من قبل الأعداء الذين جعلوا المسلمين يتقاتلون فيما بينهم .. مؤكدا أن الجهاد على الأعداء فرض عين ولا مناص من الجهاد ضد الأعداء حتى خروجهم من الأراضي اليمنية .
وشدد أمين عام مجلس القضاء في كلمته على ضرورة الاستعداد والتآزر والتعاون والتكاتف بين أبناء البلد الواحد حتى يكون كأصابع في جسد واحد لمواجهة العدوان والاحتلال الأجنبي .. موضحا المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والدعاة والأكاديميين والإعلاميين والمثقفين في هذه الظروف الصعبة للدفاع عن الدين والعرض والأرض والعزة والكرامة والتاريخ والحضارة .
ودعى العلماء إلى ضرورة تحصين الجبهات الداخلية دينيا وتوعويا والاهتمام بدور المساجد والمدارس في تماسك المجتمع والوعي بأهمية الأمن والإستقرار والتصدي للإشاعات المغرضة والمضللة والمثيرة للفتنة والتفرقة.
واعتبر القاضي الشرعي هذا اللقاء فرصة لتدارس أحوال الأمة وأوضاع الشعب اليمني إزاء مكائد ومكر الأعداء وعلى رأسهم رأس الشر أمريكا والصهيونية التي بددت الشعوب ومزقت الأمة ، ما أدى إلى ضعف الأمة وقلة حيلتها لمواجهة ما يحاك ضدها من مؤامرات .
وقد صدر في ختام اللقاء بيان أعلن فيه علماء اليمن رفضهم الصريح والقاطع لأي تواجد للقوات الأجنبية في الأراضي اليمنية تحت أي مسمى أو ذريعة .. معتبرين الغزو الأمريكي وأدواته الإقليمية والمحلية المتعاونة معه على الإثم والعدوان احتلالاً للأرض في بلدنا المسلم وعدواناً غاشماً يتوجب شرعاً التصدي له وطرده ومواجهته بكل السبل والوسائل المشروعة.
وأكد البيان وجوب الجهاد لمواجهة العدوان والغزو والاحتلال ووجوب التحرك الفاعل والجاد لأبناء الأمة على كل المستويات والأصعدة كلٌ من موقعه ومسئوليته العسكرية والعلمائية والإرشادية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وحمل علماء اليمن أمريكا وأدواتها في المنطقة مسئولية كل نتائج ومآسي العدوان على اليمن وتدمير بنيته التحتية وقصفه بالأسلحة المحرمة وقتل أبنائه والحصار الاقتصادي وكل الأضرار الناجمة عن العدوان الهمجي الغاشم .. مؤكدين احتفاظ اليمن بحقها في المطالبة بذلك دولياً ومحلياً باعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية، كما يحملون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسئولية السكوت والتواطؤ مع دول العدوان.
وأدان البيان، الجرائم والمذابح وعمليات التهجير التي تجري في جنوب البلاد باعتبار ذلك جرائم ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للمواطنة وخدمة صريحة لأعداء الله المجرمين من الغزاة المعتدين.
وأكد البيان على وحدة الأراضي اليمنية وحريتها واستقلالها وعدم التفريط بأي شبرٍ فيها ووجوب الوقوف ضد مؤامرات التقسيم وضد الأطماع الإقليمية والدولية .. داعيا كافة المؤسسات والهيئات والشخصيات العلمائية العربية والإسلامية إلى القيام بمسئوليتهم الدينية أمام الله بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي إلى إيقاف العدوان الظالم على الشعب اليمني بحسب الإمكانيات والقدرات المتاحة .
كما حمل علماء اليمن الداعمين والمؤيدين للعدوان مسئولية استمرار ما يحدث في اليمن من مآسٍ وجرائم بشعة جراء دعم وتبرير بعض المؤسسات العلمائية لهذا العدوان الذي لا مبرر له على الإطلاق .. مشيدين بدور الشخصيات والمؤسسات العلمائية والحركات الإسلامية التي وقفت إلى جانب الشعب اليمني وقضيته العادلة وأدانت العدوان الظالم عليه.
وأكد العلماء تحريم التعاون مع دول العدوان الأجنبي وعلى رأسها أمريكا وأتباعها في المنطقة ومساندتهم والقتال معهم أو تأييدهم أو مشاركتهم بأي صورة من الصور باعتبار أن التعاون مع العدوان من أي جهة عسكرية أو سياسية أو اجتماعية أو غيرها خيانة لله ورسوله وللمؤمنين وللشعب اليمني وموالاة لأعداء الله التي حذر منها القرآن الكريم بقوله: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وبقوله: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾.
وثمن العلماء صمود الشعب اليمني وتضحياته وثباته في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي .. محذرين من عواقب السكوت أو التنصل عن القيام بما يمليه الواجب الديني والوطني والإنساني تجاه الأخطار المحدقة بالشعب اليمني .
ودعى علماء اليمن أبناء الشعب إلى رفد جبهات القتال بالمقاتلين والمال والسلاح وكل ما يلزم لمقارعة القوات الغازية الأمريكية وحلفائها، كما دعوا رجال المال والأعمال لتوجيه نشاطهم فيما يساعد الشعب على مواجهة محنة الحصار الظالم وتوفير احتياجاته الملحة بعيداً عن الاستغلال والاحتكار، والتلاعب بالأسعار.
ورحب العلماء بأي حوارٍ جادٍ وهادف استجابة لقوله تعالى: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم﴾[الأنفال:61] كما يؤيدون التوصل إلى أي حلول سلمية تحفظ لليمن حريته واستقلاله وسيادته وكرامته وأمنه واستقراره ووحدته بعيداً عن الوصاية الدولية والإقليمية .
وجددوا الدعوة لكل أبناء الشعب إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين ونبذ دعوات التفرقة والانقسام ورفض أي نعرات عنصرية أو طائفية أو مناطقية أو مذهبية مفرقة امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون﴾.
وطالب العلماء كافة القوى الوطنية والسياسية إلى سد الفراغ السياسي بشكل سريع وعاجل ويقررون تشكيل لجنة من العلماء لمتابعة ذلك .. مؤكدين أن على اللجنة الثورية العليا وكافة أجهزة ومؤسسات الدولة تحمل مسئوليتهم الدينية والوطنية في إدارة شئون البلد بإخلاص وجدارة والعمل بصدق وأمانة على مكافحة الفساد ورفع المظالم .
وأشادوا بالدور العظيم الذي يقوم به أبناء الجيش واللجان الشعبية والتضحيات الجسيمة التي يقدمونها في التصدي للعدوان .. داعين الجهات المعنية وكل شرائح الشعب إلى الاهتمام بالجرحى ورعاية أسر الشهداء والسعي في فك الأسرى والكشف عن مصير المفقودين.
وأشاروا إلى أن قضية العرب والمسلمين المركزية والأولى هي تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من الاحتلال الصهيوني وأن ما يحدث في العالم العربي والإسلامي من فتن ومؤامرات وحروب ما هو إلا لصرف العرب والمسلمين عن القضية المحورية.
وحيا علماء اليمن الحركات الإسلامية المقاومة لمشروع الاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل والفكر الإجرامي المتطرف المستبيح للدماء والأعراض المستخدم من قبلهما لتشويه الإسلام ولتمرير مشاريع تفتيت وتمزيق العالم العربي والإسلامي.
وحث العلماء الشعب اليمني إلى العودة الصادقة إلى الله والالتجاء إليه والثقة به والتوكل عليه والتصديق بوعده بالنصر فهو القائل: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين﴾ والقائل:﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد﴾ والقائل: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم﴾.
العلاقات العامة والإعلام |